يتغيّر الشعر بمرور الوقت، حيث يتحوّل الشعر البني أو الأشقر أو الأحمر إلى اللون الرمادي، ثم إلى اللون الأبيض. وهذا أمر
طبيعي،
هذا أمر لا بدّ من حدوثه، فالشعرات البيضاء ستأتي حتماً وهو أمر مزعج جداً. وبالطبع، تظهر الشعرات البيضاء الأولى في وقت مبكر لدى بعض النساء فيما تتأخّر جداً لدى البعض الآخر. ومع ذلك، يجب تقبّل الأمر بدلاً من الشعور بالإكتئاب والحزن.
إفهمي هذه الظاهرة إن ظهور الشيب، أو الشعرات البيضاء، هو نتيجة انخفاض تشكيل مادة الميلانين. ويحصل الشعر على لونه حين تقوم الخلايا الميلانية، المسؤولة عن لون الشعر وشعر الجسم والجلد، بتشكيل مادة الميلانين، التي هي في الواقع عبارة عن صباغ غامق.
ويتمّ نقل هذا الصباغ إلى الخلايا الكيراتينية، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الشعر، والتي تقع داخل بصيلاته. وإذا تلقّت هذه الخلايا أثناء إنتاج الشعر الكثير من الصباغ الغامق، يصبح لون الشعر بنياً، وإذا لم تتلقّ الكثير منه يصبح لون الشعر أشقر. ثم يصبح الشعر أبيض بمرور الوقت وبالتدريج لأن الخلايا الكيراتينية تنضب مع الزمن وتحلّ محلّها في بصيلة الشعر فقّاعات من الهواء.
معلومة مفيدة:
ليس هناك شعر رمادي فعلياً، حيث إن تحوّل الشعر إلى اللون الرمادي هو نتيجة تمازج الشعر الملوّن مع الشعر الأبيض، ولكن ليس هناك سوى خيارين للشعر: إما ملوّن أو لا.
حين يحدث هذا...
تظهر عادة الشعرات البيضاء الأولى في عمر 34 سنة تقريباً، وتسمّى هذه الظاهرة الشيب. ولكن، قد تظهر الشعرات البيضاء الأولى في وقت أبكر، بسبب اضطراب العمل بين الخلايا الكيراتينية والخلايا التي تنتج الشعر (وشعر الجسم).
وهناك بعض الحالات، النادرة جداً، التي يمكن فيها عكس مسار هذه العملية: في حالة القصور الكلوي المزمن أو بعد إجراء جلسات من العلاج الإشعاعي.
وتلعب الهرمونات والعوامل الوراثية دوراً كبيراً في حدوث مثل هذا الخلل الوظيفي غير العادي أو المبكر.